قصة نقابلها يومياً , ولكن للأسف نمُرُ بها مرور الكرام! ما تلك القصة ؟؟؟ إنها الصلاة …وكيف نرغِّب أبناءنا فيها , فكلنا يعلم أن الصلاة عماد الدين ؛ لذا ينبغي أن نزرع حبها والمواظبة عليها في قلوب أطفالنا وأبنائنا. ولكن ما الطريق الأسلم لذلك ؟؟؟ كيف يمكننا أن نجعل قلوبهم متعلقة بها!!؟
كمسلمة أنا , لديها القليل من العلم الشرعي كعامة المسلمين , يصيبني الذعر الشديد كلما شاهدت أماً تهدد صغيرها أنه إن لم يصلِ فسيكون مصره هو النيران , وسيأتي إليه الثعبان الأقرع في قبره ليضربه !!! مع أنه يمكن أن نوصل لهم الرسالة بأسلوب معاكس , سيترك أثرا أفضل في قلبه إن قلنا له أنه إن التزم بصلاته وخشع فيها فسيكون رفيق المصطفى – صلى الله عليه وسلم – في الفردوس الأعلى , وسيجد كل ما يتمناه وأكثر , كل اللعب التي يحبها وكل الأطعمة التي يشتهيها! بل إنه حين موته ستكون الصلاة رفيقاَ له وصاحبا في وحدته .
لمَ نريدُ أن نجعلهم يخافون الله – وهو أمر لا بأس فيه – دون أن نجعلهم يحبونه ؟! الله كما أنه هو الجبار القوي المتين فهو أيضا الرحمن الرحيم المبدع الرزاق , الله هو منبع الحب وذروته , فلا يكتمل إيمان أي منا حتى يكون الله ورسوله أحب إلينا مما سواهما !
ولعل أكبر دليل على حالة التردي التي أصبحنا فيها , عزوف الشباب عن المساجد بل وظهور الإلحاد ومظاهره في مجتمعنا , فهل نحن من زرعنا الشوك؟؟! هل نستطيع استدراك الموقف؟؟!! هل حببنا أطفالنا في مظاهر الطاعة وكافأناهم على التزامهم الصلاة والسلوك الحسن القويم ؟؟؟ أم لا نعلم من الدين إلا ” مروا أبناءكم بالصلاة على سبع , واضربوهم عليها لعشر” صدق الحبيب صلى الله عليه وسلم , الذي جاء رحمة لكل شئ .
رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الذي لعب مع الأطفال وحمل الحسين على المنبر وكان لا يزال طفلاً , هو نفسه من قال هذا الحديث , ولكن لكل مقام مقال , فلا ينفع اللين في موضع الشدة , ولا الشدة في موضع اللين !
تحدثوا مع أبنائكم , ناقشوهم , أفهموا ما يريدون وفهموهم , شاركوهم حياتهم وتعرفوا على خيالهم , حببوهم في الدين وانصحوهم , وانقشوا في صفحاتهم البيضاء ما تودون قراءته فيما بعد .